هذا وعدي لك ايها الوطن

تتقاطر الدموع من عيني و ما أكثر تقاطرها...أذكر تلك الطفلة في نفسي، التي رباها الإيمان والأمل، ولا شئ سواهما. أتذكر كل يوم وقفت فية في ساحة مدرستي لأحيي العلم الذي لم تكن عيناي قادرتين على التطلع إليه وذلك لإنغمارهما بدموع العزة و الفخر في نفسي التي لم أقوَى على فهم مصدريهما. كانت أنشودة الوطن التي كنت أردد ترنيماتها مع صديقاتي ترنيمة عزة إستمدت منها وهج الأمل الذي أضاء نفسي. كبرْت وكبرَت الطفلة فيني، فإذا بي أرى نفسي تلك الفتاه التي لم تزدها السنين إلا فهماً أعمق بمفهوم الوطنية. أتذكر أنني عندما كنت أتقدم لقاعة الإمتحان، كنت أدعو الله بالتوفيق، ثم أردف قائلة رباه أعني على خدمة الوطن حتى و لو كان ذلك بإحسان أداء الإمتحان. رحلت عنك يا وطني لأكمل مسيرة كنت قد بدأتها من أجلك ووفاء لك.كم يؤسفني و يحزنني عندما أكون في صف الإقتصاد ولا يذكر إسمك في قائمة الدول المتقدمة في مجال ما، و ما أكثر تلك المجالات. و أعظم ما يؤسفني هو أن أناساً لا يعرفون من أنت ولا قدرك، فيعتصر الحزن قلبي، ويشحذ ذلك همتي أكثر و أكثر. والحزن كل الحزن أن أرى من لا يأبه بك و من يريد تقسيمك، ومن يدافع عمن بفعله وضعني ووضعك في حضيض الأمم. عندها أتساءل كثيراً: أهو عمى القلوب عن إبصار الحقيقة أم انه الجهل بقدرك يا وطني؟! لكن سأضل أهتف بحبك، و أجعل ذلك الحب ذخراً و وقوداً يزودني في طريق رفعتك. سأكرس حياتي لأجلك، وسأفنيها فداءً لك إلى أن تاتي اللحظة التي أراك فيها أعظم شموخاً، و أكثر رفعة. هذا هو المذهب الذي رضيت به حيةً و ميتة، ولو أستطيع لجعلته شيئاً يورّث، فيحمل شرف أخذه من ورثه. إنه مذهبك انت ياوطني ولا شئ سواك......آه كم أحبك


By the voice of Safa Al-Saeedi

No comments:

Post a Comment