شعب يجهل فن الحوار لا يستحق استنشاق حرية الثورة


شعبنا اليمني عظيم. كشفت ثوراتنا العربية عن الكثير من الحقائق، حقائق جميلة وأخرى قبيحة كقبح حكوماتنا الدكتاتورية. ثورتنا في اليمن كشفت الغطاء عن الكثيرين، وجعلتنا نميز المثرثرين بالقابهم الكثيرة وبمنصاتهم الشاسعة التي سئمناها، ورفعت الستار عن عباقرة كل الذي ينقصهم منصة ومكرفون، والعباقرة لا يبحثون عن منصة ومكرفون، وهذه مشكلة. أحلم كما يحلم الملايين بنجاح هذه الثورة، وحلمنا لابد له أن يتحقق وإن طال انتظارنا. تعلمنا الكثير خلال الشهور الماضية ولكن لم ندرك شيئا واحد بعد. شئ واحد يفصلنا عن النموذج الغربي المتقدم والمتطور بإقتصاده وتعليمه. للأسف ما يزال الكثير يجهل الآليات والأساليب المثلى لإدارة حوار. الحوار علم يدرس في جامعات العالم المتقدم ولا تمنح هذه الجامعات شهاداتها في كل التخصصات بدون هذا العلم. ورشات عمل ودورات تدريبية بميزانيات ضخمة تتم يومياً حول العالم لنشر هذا العلم. ونحن لابد ان نتسلح بعلم كهذا لإنجاح ثورتنا. وأذكر بأن هدف ثورتنا ليس محدوداُ بإسقاط رئيس بحكومته. هدفنا هو التغيير وعلينا الإلتزام بمتطلبات هذا التغيير.
آداب الحوار هي كالقوانين التي لا يجوز اختراقها وإن جهلها البعض، وعلى الثوار احترام القوانين فهم القدوة. والغريب اننا بساحتنا ومكرفوناتنا ننادي بالمدنية والديموقراطية ولكن لنقف للحظة ولنفكر. لماذا نثور؟ ولماذا نرفض الديموقراطية التي قدمتها حكومتنا السابقة؟ (نعم، لقد اصبحت "سابقة"). فما هي الديموقراطية؟ من المؤكد انها ليست مجرد كلمة تلصق بإسم الجمهورية اليمنية! الديموقراطية هي سلوك حضاري لمواطنين اختاروا الحوار وسيلة وحيدة لتمثلهم. 
شعبنا شعب عظيم بمن فيه من متعلمين ومثقفين وقبائل وشباب يفتخر بأفكارهم العظيمة. ولمن يشك في ذلك أنصحه بأن يتجول في خيام ساحة التغيير. لكن على الرغم من كل هذا الزخم في الساحات، إلا أن أفكارا عظيمة أهدرت بسبب فوضى الكلام. الأفكار التي لا تجد آلية أو وسيلة مناسبة تحسن تقديمها، تظل هذه الأفكار مجرد كلام لا يعمل به ولا طائل منه. 
وفروا طاقاتكم لمقايلكم الترفيهية وجنبوا الشباب مضيعة الوقت فشبابنا يعيد بناء ما اهدرتموه لسنوات. 
الكلام هو الرياضة التي يلعبها الجميع لكن القليل جدا من يتقنها. والمثير للشفقة ان مثقفين/ات نسوا او تناسوا كيفية الحوار، وكل منهم يبحث عن منصة. ماذا عن " الرأي والرأي الآخر"؟ اقوال لاتدعمونها بافعالكم وكم كثرت اقوالكم. لن اطالبكم بأن تكثر افعالكم كما تكثر سياراتكم واراضيكم، وانما اطالبكم بأن لا تنسوا الشباب الذين أخذوا حديثكم واحلامكم على عاتقهم ومضوا بها في 
ثورة ومن هؤلاء من من حملكم أنتم وأحلامكم إلى حدّ الشهادة. يا عيباه!!



By the voice of Aseel Hawi