امي لا تبكبيني

امي العزيزة.

ليس معي حبراً لأكتب علية ولكنني قررت ان أكتب لك رسالتي هذه بحبر دمي الذي يسيل من كل طرفٍ وجانب . أعرف انكِ تبكينني الأن ووجعكِ يفوق خيال كل مرأة عاصرها الألم، بل وأدرك تماماً ان قلبك بات متمزقاً منذ اللحضة التي وصلك فيها نبأ موتي وتشييع جثماني.

 أعرف انكِ كنتِ تتلهفين لعودتي، تحضير طعامي كالعادة ولأصغاء  لمشاكساتي البطولية على ساحة التغيير. ولاأخفيكِ فلقد كنتٌ أيضاً  متلهفٌ لرؤيتك، تقبيل يداكِ وأمتاع أذناكِ بما طاب في داخلي وانا اتلفظ بعبارات الحرية والتي لم أومن بها سوى وانا في ظمن تلك الحشود الغفيرة التى كانت تناشد بأسمى معاني الحرية.

امي...لطالما كنتِ ذلك الأمل الذي يمجد الحياة في نشوة ابتسامتك وهي تعانق احلامي التي رسمتها من أجلك. في احلامي كنتِ كطوق  الياسمين  أُكلل به لدى يوم تخرجي،  كنتي كالمعطف ارتديه وانا أستعد لأولى مقابلة عملٍ ناجحة أخوضها من أجلك. كنتي كالبنفسجة تزين حديقة منزلٍ ابنيه بقرب البحر كما تمنيتي دائماً، كنتي تلك الجدة التي سأشدُ بها لتعليم أبنائي حب اليمن وأن التضحية في سبيله شرف لايعلوه أي شرف . صحيح ان احلامنا تلاشت الأن وحلم الجدة التي وعدُ ان تكونيها يوماً قد بات ضرباً من المستحيل في ضل واقع دُنس بالوحشية و الألم، ولكنني مازلت على وعدنا القديم، وعد تشريفك وهأنا أنفذ وعدي شهيداً مدافعاً عن حرية بلدي. 

امي لاتذرفي الدموع أرجوكِ، فأنا لم امت صديقني لم امت، سأبقى حي في قلب كل محبٍ لهذا الوطن، أعرف ان فقداني سيضل جرحاً عالقاً تلومين به اليمن  ولكن تذكري انه سيكون ايضاً وساماً تعلقينه على صدرك يشع منه بريق يضفي على وطننا لمسة من الموآساة والموأزرة في ضل ضروفٍ حتمها عليه اولئكَ من لا يخشون  خالق القدر.

احبك ولكن حبي لوطني فاق كل الحدود.

هائل

مستوحى الرسالة من هذا الخبر

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/3C717B22-D104-4903-BD8B-01EF32E176E0.htm?GoogleStatID=21

By the voice of Thana Faroq